الاثنين، 2 نوفمبر 2015

14

🔶🔸البـــــاب الثــــاني🔸🔶ُ
 (بابُ الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رسولِ الله)
🌺🍃الحديث الرابع عشر🌺🍃
7282 - حدّثنا أبُو نُعَيْمٍ، حدّثنا سُفيْانُ عَن الأعْمشِ عنْ إبْراهِيمَ، عنْ هَمَّامٍ عنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:« يَا مَعْشَرَ القُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا فَقَدْ سَبِقْتُمْ سَبْقاً بَعِيداً، فإنْ أخَذْتُمْ يَمِيناً وشِمالاً لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلالاً بَعِيداً.»

صوتي؛ حديث حذيفة رضي الله عنه -
يا معشـر القـراء استقيمـوا فقـد سبقتـم سبقـًا بعيـدا. https://m.youtube.com/watch?v=Q0-yGm2e_IY

فائــــدة ســـندية
⭐حديث حذيفة الموقوف,
حذيفة هو ابن اليمان، صحابي جليل من السابقين، صاحب سر رسول الله، رضي الله عنه وعن أبيه, فهو وأبوه صحابيان, قتل أبوه رضي الله عنه يوم أحد خطأ بأيدي الصحابة.
مطابقته للتَّرْجَمَة
فِي قَوْله:« اسْتَقِيمُوا » لِأَن الاسْتقَامَة هِيَ الِاقْتِدَاء بسنن الرَّسُول


مفردات الحديث:
قَوْله:( يَا معشر الْقُرَّاء) :بِضَم الْقَاف، جمع قارئ
وَالْمرَاد بهم الْعلمَاء بِالْقُرْآنِ وَالسّنة والعباد
وَكَانَ فِي الصَّدْر الأول إِذا أطْلقُوا الْقُرَّاء أَرَادوا بهم الْعلمَاء.
قَوْله: (اسْتَقِيمُوا) أَي:
اسلكوا طَرِيق الاسْتقَامَة، وَهُوَ كِنَايَة عَن التَّمَسُّك بِأَمْر الله فعلا وتركاً.
قَوْله:( فقد سبقتم) وهو بالفتح, ويروى بالضم: سُبقتم،
فإن كان بالفتح «سَبقتم» يكون الخطاب موجها لمن أدرك الإسلام أو أوائل الإسلام من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أنتم يا معشر القراء قد سبقتم غيركم من الناس إلى الدخول في الإسلام والإيمان به,  سبقتم غيركم من الناس إلى كل خير، وكل من جاء بعدكم لا يمكن أن يصل إلى ما وصلتم إليه؛ لأن الصحابة لا يدرك شأنهم في هذا المجال.
وإن كان بالضم «سُبقتم» فإنه يعني:
أنتم يا معشر القراء قد سبقكم من كان قبلكم من المهاجرين والأنصار, ويمكن أن يقال أيضا: فقد ُسبقتم سبقا بعيدا إذا أنتم أخذتم بالكتاب والسنة وتمسكتم بهما، فقد سبقكم إلى ذلك من تقدمكم.
◀المعنى:لازموا الْكتاب وَالسّنة فَإِنَّكُم مسبوقون سبقاً بَعيدا،
أَي: قَوِيا مُتَمَكنًا، فَرُبمَا يلحقون بهم بعض اللحوق.
قَوْله: (فَإِن أَخَذْتُم يَمِينا وَشمَالًا) أَي:
خالفتم الْأَمر وأخذتم غير طَرِيق الاسْتقَامَة،

شرح الحديث:
↙«استقيموا يا معشر القراء» والمراد بهم العلماء بالقرآن والسنة والعباد, فحذيفة رضي الله عنه يخاطبهم فيقول: يا معشر القراء , يعني يا علماء المسلمين, ويا طلبة العلم , ويا أهل القرآن والسنة والطاعة والعبادة، استقيموا،◀ يعني: اسلكوا طريق الاستقامة ,
♻والاستقامة هي
التمسك بالقرآن والسنة بفهم سلف الأمة، قولا وفعلا وتركا.
كيف يكون التمسك بالقرآن والسنة قولا وفعلا وتركا❓؟
القول والفعل معروف ,
والترك هو أن تترك ما سكت عنه الكتاب والسنة، وأعرض عنه سلف الأمة,
◀يعني: لا تحدث شيئا ليس له أصل في القرآن والسنة,
فالقرآن والسنة مثلا سكتا عن شهر رجب،
فلا تجعل في رجب عبادة ما أنزلها الله تعالى, ولا تخص رجبا بعبادة, لا بصيام ولا بقيام ولا بتجمع؛ لأن القرآن والسنة تركا هذا الشهر فلم يخصاه بشيء، فنتركه ولا نبتدع فيه عملا.
◀فهذا من الاستقامة التي يغفل عنها بعض المسلمين, ويظن أن من الاستقامة أن يكثر العبادة والطاعة دون مراعاة لضوابط الكتاب والسنة، ودون النظر إلى ما جاء في القرآن أو في السنة من الأعمال الصالحة المشروعة،〰 وهذا يخالف الاعتصام بالكتاب والسنة؛
↙فإن من الاعتصام بالكتاب والسنة أن تسكت عما سكت الله تعالى عنه في كتابه، أو عما سكت عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، 
↩ولأن الباعث لهذه العبادات كان موجودا على عهد النبي ومع ذلك فلم يفعله، وكثرة الطاعات مطلوبة, لكن الله تعالى ورسوله أغفلاه.
وكذلك الأمر في غيره من الأعمال المخترعة
كالاحتفال بالمولد والإسراء والمعراج والهجرة،
فالصحابة رضي الله عنهم ما احتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم، وما تجمعوا فيه واحتشدوا، أو سردوا الروايات والقصص في سيرته،وأنشدوا الأشعار أو قاموا الليل، كل هذا ما فعلوه رضي الله عنهم أجمعين, وهم الذين لا يُسبقون في محبته صلى الله عليه وسلم، والمسارعة للقيام بأمره وسنته.

↙قوله «استقيموا »: أي اسلكوا كما قلنا طريق الاستقامة،
↙«فإن فعلتم فقد سبقتم سبقا بعيدا»
سبقتم غيركم من الناس إلى كل خير، سبقا قويا متمكنا
أو،؛ فقد سبقكم إلى ذلك من تقدمكم.
↙قوله: «فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا»
أي: إن أخذتم عن الاستقامة يمينا وشمالا، فقد ضللتم ضللا بعيدا عن الصراط المستقيم، وفارقتم التقوى، وصرتم من الخاسرين.

الخلاصة:
كلام حذيفة رضي الله عنه - كما يقول الشراح - مأخوذ من وصية الله سبحانه المذكورة في قوله تعالى☀{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام : 153).
وجاء في حديث ابن مسعود: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خط خطا مستقيما, وخط عن يمينه وشماله خطوطا صغارا, ثم قال:«هذا صراط الله، وهذه سبل الشيطان, على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ....}(الأنعام: 153).

المقصد:
هذا الأثر: فيه الإشارة إلى فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، الذين مضوا على الاستقامة، وماتوا أو استشهدوا بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم , وشهد النبي جنائزهم، ولكن على الاستقامة التي يحبها الله تبارك وتعالى,
فإن أردتم أن تكونوا مثلهم فاستقيموا كما استقاموا,
أي: خذوا بالصراط المستقيم دون الالتفات للطرق يمينا وشمالا؛ فقد يزين الشيطان للسالك إلى الله تعالى طريقا من الطرق, ويقول له هذا طريق مختصر، وهين لين فاترك طريقك, اترك طريق السنة النبوية, أو اترك  طريق السلف لأنه طريق طويل وشاق, وأما هذا الطريق فهو طريق مختصر ويفي بالغرض!!

الشاهد من الحديث:
«اسْتَقِيمُوا فَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا، فَإِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلاَلًا بَعِيدًا»
◀أي؛ المعتصم بالكتاب والسنه عليه الاستقامة بهما،
إن استقمتم سبقتم غيركم سبقا ظاهرا إلى كل خير
وإن خالفتم الأمر وأخذتم غير طريق الاستقامة فقد ضللتم ضلالا بعيد. وأدركم العذاب والتفرق والتشرد... فلا مجال للإضافة ولا للنقصان،
فالأمر تم وكمل كما قال ابن مسعود:  (( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم))
نسأل الله عز وجل الثبات على الصراط المستقيم، وأن يعيذنا وإخواننا طرق الجهالة والبدع.

 سؤال :
لماذا القراء خصوا بالضلال البعيد ؛حتى أبعد من ضلال الجهال؟❓
◀نعم ؛
من قامت عليه الحجه وعرف الحجة فضل عنها، ليس كمن لم يعرفها،ليسوا سواء.. فالعالم قارئ القرآن،حافظ السنن، طالب الشريعة ؛ إما يرتفع إلى أعظم مقامات الدنيا والأخرة، وإلا يذهب إلى أخس الدركات.
ولذلك يقول حذيفة:
إما استقامة وسبق بعيد ،، وإما ضلال بعيد
فالعلماء ورثة الأنبياء..،..فإين مقام الأنبياء من العلم والعمل

  المصادر:
عمدة القاري:
http://shamela.ws/browse.php/book-5756/page-7427
الشيخ.محمد الحمود النجدي
http://www.al-forqan.net/researchs/41.html
الشيخ عبد العزيز الحميدي
http://ar.islamway.net/book/8613/الاعتصام-بالكتاب-والسنة
                                       ــــــــــــــ 💫انتهى💫 ـــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق