🔶🔸البـــــاب الثــــاني🔸🔶ُ
(بابُ الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رسولِ الله)
🌺🍃مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله:
🍃« وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله »🍃 فَإِن الَّذِي يقف عِنْد كتاب الله هُوَ الَّذِي يَقْتَدِي بسنن رَسُول الله،، وَالْوُقُوف عِنْد كتاب الله عبارَة عَن الْعَمَل بِمَا فِيهِ.
🌺🍃الشاهد من الحديث:
🍃« فَقَالَ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، «فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ»🍃
🌺🍃شرح الحديث:
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
🌵«قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر» وهو الفزاري, أسلم عام الفتح وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من سهم المؤلفة قلوبهم, وكان مشهورا في الجاهلية بالشجاعة والجفاء , ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عيينة وافق طليحة الأسدي في ادعائه النبوة، فلما غلب المسلمون قوم طليحة في قتال المرتدين، فرّ طليحة، وأسر عيينة بن حصن فيمن أسر، فأتى به إلى أبي بكر فاستتابه، فتاب ورجع إلى الإسلام.
↩وفي الحديث هاهنا: أن عيينة بن حصن قدم المدينة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن الفزاري،
🌵«وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، »
▪أَي: وَكَانَ الْحر بن قيس من الطَّائِفَة: الَّذين يدنيهم عمر
▪أَي: يقربهُمْ
ثمَّ بَين ابْن عَبَّاس سَبَب إدنائه الْحر بقوله:
🌵«وَكَانَ الْقُرَّاء أَصْحَاب مجْلِس عمر »
↩وَأَرَادَ بالقراء الْعلمَاء والعباد فَدلَّ ذَلِك على أَن الْحر الْمَذْكُور كَانَ يَتَّصِف بذلك، فَلذَلِك كَانَ عمر يُدْنِيه.
🌵قَوْله:« ومشاورته »
▪أَي: وَأَصْحَاب مشاورته، يَعْنِي: كَانَ يشاورهم فِي الْأُمُور.
🌵قَوْله:« كهولاً كَانُوا أَو شباناً »
▪الكهول جمع كهل والشبان جمع شَاب،
↩أَرَادَ أَن هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين أَصْحَاب مَجْلِسه وَأَصْحَاب مشورته سَوَاء فيهم الكهول والشبان لِأَن كلهم كَانُوا على خير.
🌵قَوْله:« هَل لَك وَجه »▪أَي: وجاهة ومنزلة.
▪أي: تدخلني عليه في خلوته,
↩لأن عمر لم يكن يحتجب عن الرعية إلا وقت راحته وخلوته ,فأراد عيينة أن يدخل على عمر بن الخطاب في وقت خلوته,
📌ولاحظ أن عيينة قال« تستأذن لي عند هذا الأمير! »
ولم يقل عند أمير المؤمنين,
↩وهذا من جفائه وجهله, وَعدم مَعْرفَته بمنازل الأكابر.
🌵فقال الحر عند ذلك: «سأستأذن لك عليه»،
▪أي: سأطلب لك موعدا تدخل عليه في خلوته.
🔻
🌵قَوْله: قَالَ ابْن عَبَّاس مَوْصُول بالسند الْمَذْكُور.
🌵قوله: « فاستأذن لعيينة »
« فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ، وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، »
▪قَوْله:« يَا ابْن الْخطاب »هَذَا أَيْضا من جفائه
▪« ما تعطينا الجزل»: يعنى ما تعطينا العطاء العظيم الكثير.
▪ «ولا تحكم فينا بالعدل!!»,
↩فلم يقل له أولا: يا أمير المؤمنين،
↩ثم خاطبه بهذه المخاطبة التي لا تليق بمقام عمر رضي الله عنه ولا بعدله, ولا بفضله ولا بمكانته من الإسلام والمسلمين.
🌵قوله:« فَغَضِبَ عُمَرُ، حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ،»
▪يعنى أن يضربه. وفي رواية «حتى هم أن يوقع به»
▪يعني: يأمر من يضربه,
🌵قوله:« فقال الحر يا أمير المؤمنين: إن الله قال لنبيه : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين».
↩ذَّكر الحر بن قيس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذه الآية الكريمة من آخر سورة الأعراف،▪أي: يأمر الله عز وجل نبيه في هذه الآية الجامعة لحسن الخلق، بأن يأخذ العفو من أخلاق الناس,
↩يعني: أن يأخذ منهم ما سهل تناوله من أخلاقهم, وسمحت به نفوسهم، فلا تكلفهم فوق طاقتهم .
🌵وقوله:«{وأمر بالعرف}»
▪أي: بكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأخلاق.
🌵قَوْله:« وَإِن هَذَا من الْجَاهِلين »
▪أَي: أعرض عَنهُ.
🌵قَوْله:« فوَاللَّه مَا جاوزها »
▪قيل: إِنَّه من كَلَام ابْن عَبَّاس،
▪وَقيل: من كَلَام الْحر بن قيس،
↩وَمعنى:« مَا جاوزها» ، مَا عمل بِغَيْر مَا دلّت عَلَيْهِ الْآيَة، بل عمل بمقتضاها، فَلذَلِك قَالَ:🔰
🌵«وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله»
▪أَي: يعْمل بِمَا فِيهِ وَلَا يتجاوزه.
🔻
🍃..... فَقَالَ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، «فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ»🍃
🌺🍃المقصد من الحديث:
↙أن المعتصم بالكتاب والسنه لا بد أن يكون وقافا عند كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوزهما.
↙وان الكتاب والسنه حكم على العبد في رضاه وغضبه
فالمؤمن إن غصب غضب لله لا يغضب لنفسه...
🌺🍃فوائد من الحديث (١٧)
💟قوله: «فغضب عمر حتى هم أن يقع به» يعنى أن يضربه.
وهذا الضرب تعزير من أجل التأديب، لأنه أساء الأدب إلى أمير المؤمنين, وقال له مالا ينبغي, ويجوز له أن يؤدبه لأنه بمنزلة الوالد للمسلمين, والوالد له أن يؤدب أبناءه إذا أساؤوا الأدب معه بالقول أو بالفعل.
💟قوله: فقال الحر يا أمير المؤمنين: إن الله قال لنبيه : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين».
↙فالإنسان إذا أخذ العفو ومن أخلاق الناس العفو، فلم يكلفهم مالا يطيقون ، لم ينفروا عنه , لكن إذا كنت تكلف صديقك وصاحبك وزميلك شيئا لا يطيقه، وتطلب منه ما لا يقدر عليه، فإنه سينقطع عنك وينفر, وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
🌱«يسروا ولا تعسروا». وقوله:
💟وقوله: {وأعرض عن الجاهلين} وهذه أيضا من صفات أهل الإيمان، إنهم يعرضون عن أهل الجهل وأهل السفه، كما قال الله تعالى في آيات يصف فيها عباده عباد الرحمن, يقول عز وجل:
☀{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان : 63), وقال سبحانه وتعالى أيضا:
☀{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}(القصص : 55) .
💟خذ العفو وأمر بالعرف: يعني أؤمر بالمعروف,
📍العرف هو المعروف
📍والمعروف كل ما مدحه الشرع ومدح فاعله ومدح صاحبه فهو معروف,
🔺وأعظم المعروف هو توحيد الله تعالى,
🔺ثم أركان الإسلام الأربعة بعد الشهادتين,
* فالله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية
◀بمكارم الأخلاق ,◀ وأمته مأمورة بما أمر الله به نبيها صلى الله عليه وسلم، من حسن المعاشرة مع الناس، والإحسان إليهم ومداراتهم والإغضاء عن هفواتهم وزلاتهم .
🔻
💟: «وكان وقافا عند كتاب الله », فعمر رضي الله عنه لما ذكر بهذه الآية ما جاوزها،..[فأعرض عنه]
🌱يعني ما عمل بغير ما دلت عليه بل لما ذُكر بالله فتذكر،
↙وهذه حال المؤمن الذي يؤمن بكتاب الله تعالى ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم أنه
🔰
🔺إذا ذُكر تذكر 🔺وإذا نبه تنبه, فلا يعاند ولا يصر؛ لأن هذا خلاف صفة أهل الإيمان ، فإنهم وقافون عند كتاب الله متبعون كما قال الله تعالى:
☀{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور: 51). ويقول عز وجل:
☀{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (الأحزاب: 36).
↙هذه حال أهل الإيمان ,
↩أما حال أهل النفاق فالله تعالى يقول عن المنافقين:
☀{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (النور: 48) أي؛؛إذا دعوا إلى الله وإلى كتاب الله وسنة رسوله وكلامه: {إذا فريق منهم معرضون}..
↩أما المؤمن فإنه وقاف عند كتاب الله لا يتجاوزه .
💟 ومصيبة المسلمين اليوم أنهم يقرؤون ويعلمون،
ولكنهم لا يعملون؟! إلا من رحم الله.
🌴قال العلماء والدعاة: مصيبة المسلمين اليوم من أمرين اثنين:
🔺الأمر الأول : الجهل :
فهناك قسم كبير من الأمة جاهل لا يعلم أمر الله تعالى ونهيه ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ونهيه ، فهو جاهل يعيش في عماية , هذا حال كثير من المسلمين اليوم .
🔺والأمر الثاني : أن كثيرا من المسلمين اليوم يعلمون ولا يعملون ,
📍فالمرأة تعلم مثلا أن الله أوجب عليها الحجاب, لكنها لا تلتزم بالحجاب,
📍الرجل يعلم أن الله حرم الغش والربا ولكنه يغش ويتعامل بالربا، وهكذا, فالدين ضائع بين جهل طائفة، وعصيان طائفة أخرى، ومن يعلم أشد ذنبا ممن لا يعلم، إذ فيه شبه من قول أهل الكتاب سمعنا وعصينا؟!
⭐فعمر رضي الله عنه وصفه ابن عباس
بأنه كان وقافا عند كتاب الله تعالى,
🌱لا يمكن أن يتجاوز الآية إذا تليت عليه
🌱أو يتجاوز الحديث إذا ذكر به, وهذه والله هي خصلة أهل الإيمان المعتصمين بنصوص الكتاب والسنة التي مدح الله تعالى بها عباده المؤمنين.
📙الشيخ محمد الحمود النجدي
http://www.al-forqan.net/researchs/print-54.html
(بابُ الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رسولِ الله)
🍃🌹الحديث السابع عشر🌹🍃
7286 - حدّثني إسْماعِيلُ، حدّثني ابنُ وَهْبٍ، عنْ يُونُسَ، عنِ ابنِ شهَاب حدّثني عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بن عُتْبَةَ أنَّ عَبْدِ الله بنَ عَبَّاسٍ، رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: 🍃« قَدمَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بن بَدْرٍ فَنَزَلَ عَلى ابنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصْحابَ مَجْلِسِ عُمَرَ ومُشاوَرَتِهِ كَهُولاً كانُوا أوْ شَبَّاناً، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أخِيهِ: يَا ابنَ أخِي هَلْ لكَ وَجُهٌ عِنْدَ هذا الأميرِ فَتَسْتَأْذِنَ لِي عَلَيْهِ؟ قَالَ: سَأسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ.،،، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلمَّا دَخَلَ قَالَ: يَا ابنَ الخَطَّابِ وَالله مَا تُعْطِينا الجَزْلَ وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ بِأنْ يَقَعَ بِهِ، «🔸فَقَالَ الحُرُّ: يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ إنَّ الله تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ِ{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِض عَنِ الْجَاهِلِين َ} وإنَّ هذا مِنَ الجاهِلِينَ، فَوالله مَا جاوَزَها عُمَرُ حِينَ تَلاها عَلَيْهِ، وكانَ وَقَّافاً عِنْدَ كِتابِ الله.»🔸🍃
....انْظُر الحَدِيث 4642
📣الحديث (١٧) https://ia902600.us.archive.org/21/items/ahadith_albokhari_7563hadith_mouhsine_maroc2014-2/7286.mp3
🌺🍃مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله:
🍃« وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله »🍃 فَإِن الَّذِي يقف عِنْد كتاب الله هُوَ الَّذِي يَقْتَدِي بسنن رَسُول الله،، وَالْوُقُوف عِنْد كتاب الله عبارَة عَن الْعَمَل بِمَا فِيهِ.
🌺🍃الشاهد من الحديث:
🍃« فَقَالَ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، «فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ»🍃
🌺🍃شرح الحديث:
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :
🌵«قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر» وهو الفزاري, أسلم عام الفتح وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من سهم المؤلفة قلوبهم, وكان مشهورا في الجاهلية بالشجاعة والجفاء , ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم ارتد عيينة وافق طليحة الأسدي في ادعائه النبوة، فلما غلب المسلمون قوم طليحة في قتال المرتدين، فرّ طليحة، وأسر عيينة بن حصن فيمن أسر، فأتى به إلى أبي بكر فاستتابه، فتاب ورجع إلى الإسلام.
↩وفي الحديث هاهنا: أن عيينة بن حصن قدم المدينة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن الفزاري،
🌵«وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، »
▪أَي: وَكَانَ الْحر بن قيس من الطَّائِفَة: الَّذين يدنيهم عمر
▪أَي: يقربهُمْ
ثمَّ بَين ابْن عَبَّاس سَبَب إدنائه الْحر بقوله:
🌵«وَكَانَ الْقُرَّاء أَصْحَاب مجْلِس عمر »
↩وَأَرَادَ بالقراء الْعلمَاء والعباد فَدلَّ ذَلِك على أَن الْحر الْمَذْكُور كَانَ يَتَّصِف بذلك، فَلذَلِك كَانَ عمر يُدْنِيه.
🌵قَوْله:« ومشاورته »
▪أَي: وَأَصْحَاب مشاورته، يَعْنِي: كَانَ يشاورهم فِي الْأُمُور.
🌵قَوْله:« كهولاً كَانُوا أَو شباناً »
▪الكهول جمع كهل والشبان جمع شَاب،
↩أَرَادَ أَن هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين أَصْحَاب مَجْلِسه وَأَصْحَاب مشورته سَوَاء فيهم الكهول والشبان لِأَن كلهم كَانُوا على خير.
🌵قَوْله:« هَل لَك وَجه »▪أَي: وجاهة ومنزلة.
▪أي: تدخلني عليه في خلوته,
↩لأن عمر لم يكن يحتجب عن الرعية إلا وقت راحته وخلوته ,فأراد عيينة أن يدخل على عمر بن الخطاب في وقت خلوته,
📌ولاحظ أن عيينة قال« تستأذن لي عند هذا الأمير! »
ولم يقل عند أمير المؤمنين,
↩وهذا من جفائه وجهله, وَعدم مَعْرفَته بمنازل الأكابر.
🌵فقال الحر عند ذلك: «سأستأذن لك عليه»،
▪أي: سأطلب لك موعدا تدخل عليه في خلوته.
🔻
🌵قَوْله: قَالَ ابْن عَبَّاس مَوْصُول بالسند الْمَذْكُور.
🌵قوله: « فاستأذن لعيينة »
« فَلَمَّا دَخَلَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، وَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الجَزْلَ، وَمَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ، »
▪قَوْله:« يَا ابْن الْخطاب »هَذَا أَيْضا من جفائه
▪« ما تعطينا الجزل»: يعنى ما تعطينا العطاء العظيم الكثير.
▪ «ولا تحكم فينا بالعدل!!»,
↩فلم يقل له أولا: يا أمير المؤمنين،
↩ثم خاطبه بهذه المخاطبة التي لا تليق بمقام عمر رضي الله عنه ولا بعدله, ولا بفضله ولا بمكانته من الإسلام والمسلمين.
🌵قوله:« فَغَضِبَ عُمَرُ، حَتَّى هَمَّ بِأَنْ يَقَعَ بِهِ،»
▪يعنى أن يضربه. وفي رواية «حتى هم أن يوقع به»
▪يعني: يأمر من يضربه,
🌵قوله:« فقال الحر يا أمير المؤمنين: إن الله قال لنبيه : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين».
↩ذَّكر الحر بن قيس عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذه الآية الكريمة من آخر سورة الأعراف،▪أي: يأمر الله عز وجل نبيه في هذه الآية الجامعة لحسن الخلق، بأن يأخذ العفو من أخلاق الناس,
↩يعني: أن يأخذ منهم ما سهل تناوله من أخلاقهم, وسمحت به نفوسهم، فلا تكلفهم فوق طاقتهم .
🌵وقوله:«{وأمر بالعرف}»
▪أي: بكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأخلاق.
🌵قَوْله:« وَإِن هَذَا من الْجَاهِلين »
▪أَي: أعرض عَنهُ.
🌵قَوْله:« فوَاللَّه مَا جاوزها »
▪قيل: إِنَّه من كَلَام ابْن عَبَّاس،
▪وَقيل: من كَلَام الْحر بن قيس،
↩وَمعنى:« مَا جاوزها» ، مَا عمل بِغَيْر مَا دلّت عَلَيْهِ الْآيَة، بل عمل بمقتضاها، فَلذَلِك قَالَ:🔰
🌵«وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله»
▪أَي: يعْمل بِمَا فِيهِ وَلَا يتجاوزه.
🔻
🍃..... فَقَالَ الحُرُّ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، «فَوَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ»🍃
🌺🍃المقصد من الحديث:
↙أن المعتصم بالكتاب والسنه لا بد أن يكون وقافا عند كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوزهما.
↙وان الكتاب والسنه حكم على العبد في رضاه وغضبه
فالمؤمن إن غصب غضب لله لا يغضب لنفسه...
🌺🍃فوائد من الحديث (١٧)
💟قوله: «فغضب عمر حتى هم أن يقع به» يعنى أن يضربه.
وهذا الضرب تعزير من أجل التأديب، لأنه أساء الأدب إلى أمير المؤمنين, وقال له مالا ينبغي, ويجوز له أن يؤدبه لأنه بمنزلة الوالد للمسلمين, والوالد له أن يؤدب أبناءه إذا أساؤوا الأدب معه بالقول أو بالفعل.
💟قوله: فقال الحر يا أمير المؤمنين: إن الله قال لنبيه : {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين».
↙فالإنسان إذا أخذ العفو ومن أخلاق الناس العفو، فلم يكلفهم مالا يطيقون ، لم ينفروا عنه , لكن إذا كنت تكلف صديقك وصاحبك وزميلك شيئا لا يطيقه، وتطلب منه ما لا يقدر عليه، فإنه سينقطع عنك وينفر, وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
🌱«يسروا ولا تعسروا». وقوله:
💟وقوله: {وأعرض عن الجاهلين} وهذه أيضا من صفات أهل الإيمان، إنهم يعرضون عن أهل الجهل وأهل السفه، كما قال الله تعالى في آيات يصف فيها عباده عباد الرحمن, يقول عز وجل:
☀{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان : 63), وقال سبحانه وتعالى أيضا:
☀{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}(القصص : 55) .
💟خذ العفو وأمر بالعرف: يعني أؤمر بالمعروف,
📍العرف هو المعروف
📍والمعروف كل ما مدحه الشرع ومدح فاعله ومدح صاحبه فهو معروف,
🔺وأعظم المعروف هو توحيد الله تعالى,
🔺ثم أركان الإسلام الأربعة بعد الشهادتين,
* فالله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية
◀بمكارم الأخلاق ,◀ وأمته مأمورة بما أمر الله به نبيها صلى الله عليه وسلم، من حسن المعاشرة مع الناس، والإحسان إليهم ومداراتهم والإغضاء عن هفواتهم وزلاتهم .
🔻
💟: «وكان وقافا عند كتاب الله », فعمر رضي الله عنه لما ذكر بهذه الآية ما جاوزها،..[فأعرض عنه]
🌱يعني ما عمل بغير ما دلت عليه بل لما ذُكر بالله فتذكر،
↙وهذه حال المؤمن الذي يؤمن بكتاب الله تعالى ويتبع رسوله صلى الله عليه وسلم أنه
🔰
🔺إذا ذُكر تذكر 🔺وإذا نبه تنبه, فلا يعاند ولا يصر؛ لأن هذا خلاف صفة أهل الإيمان ، فإنهم وقافون عند كتاب الله متبعون كما قال الله تعالى:
☀{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور: 51). ويقول عز وجل:
☀{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (الأحزاب: 36).
↙هذه حال أهل الإيمان ,
↩أما حال أهل النفاق فالله تعالى يقول عن المنافقين:
☀{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (النور: 48) أي؛؛إذا دعوا إلى الله وإلى كتاب الله وسنة رسوله وكلامه: {إذا فريق منهم معرضون}..
↩أما المؤمن فإنه وقاف عند كتاب الله لا يتجاوزه .
💟 ومصيبة المسلمين اليوم أنهم يقرؤون ويعلمون،
ولكنهم لا يعملون؟! إلا من رحم الله.
🌴قال العلماء والدعاة: مصيبة المسلمين اليوم من أمرين اثنين:
🔺الأمر الأول : الجهل :
فهناك قسم كبير من الأمة جاهل لا يعلم أمر الله تعالى ونهيه ولا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ونهيه ، فهو جاهل يعيش في عماية , هذا حال كثير من المسلمين اليوم .
🔺والأمر الثاني : أن كثيرا من المسلمين اليوم يعلمون ولا يعملون ,
📍فالمرأة تعلم مثلا أن الله أوجب عليها الحجاب, لكنها لا تلتزم بالحجاب,
📍الرجل يعلم أن الله حرم الغش والربا ولكنه يغش ويتعامل بالربا، وهكذا, فالدين ضائع بين جهل طائفة، وعصيان طائفة أخرى، ومن يعلم أشد ذنبا ممن لا يعلم، إذ فيه شبه من قول أهل الكتاب سمعنا وعصينا؟!
⭐فعمر رضي الله عنه وصفه ابن عباس
بأنه كان وقافا عند كتاب الله تعالى,
🌱لا يمكن أن يتجاوز الآية إذا تليت عليه
🌱أو يتجاوز الحديث إذا ذكر به, وهذه والله هي خصلة أهل الإيمان المعتصمين بنصوص الكتاب والسنة التي مدح الله تعالى بها عباده المؤمنين.
📙الشيخ محمد الحمود النجدي
http://www.al-forqan.net/researchs/print-54.html
📣شرح صوتي الحديث (١٧)
للشيخ مشهور آل سليمان
1- http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/bukhari/e3tisam/b11-2-15.mp3
🌱من الدقيقة ٤٣:٠٠ إلى الأخر
تكملة🔰
2- http://www.mashhoor.net/inside/Lessons/bukhari/e3tisam/b11-2-22.mp3
من الأول إلى الدقيقة
ـــــــــــــــ 💫انتهى💫ــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق