الاثنين، 2 نوفمبر 2015

16

🔶🔸البـــــاب الثــــاني🔸🔶ُ
 (بابُ الاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رسولِ الله)
🍃🌹الحديث السادس عشر🌹🍃

7284 -، 7285 حدّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، حدّثنا لَيْثٌ، عنْ عُقَيْلٍ، عنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبرنِي عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ عنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ:🍃« لَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله واسْتُخْلِفَ أبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وكَفَرَ مَن كَفَرَ مِنَ العَرَبِ قَالَ عُمَرُ لأبي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقاتِلُ النَّاسَ وقَدْ قَالَ رسولُ الله أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَقُولُوا: لَا إلهَ إِلَّا الله، فَمَنْ قَالَ: لَا إلاهَ إلاَّ الله عَصَمَ مِنِّي مالَهُ ونَفْسَهُ إلاَّ بِحَقِّهِ وحِسابُهُ عَلى الله؟ ؛فَقَالَ:«🔸وَالله لأُقاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ والزَّكاةِ، فإنَّ الزَّكاةَ حَقُّ المالِ، وَالله لَوْ مَنَعُونِي عِقالاً كانُوا يُؤَدّونَهُ إِلَى رسولِ الله لقاتَلْتُهُمْ عَلى مَنْعهِ. »🔸فَقَالَ عمَرُ: فَوالله مَا هُوَ إِلَّا أنْ رَأيْتُ الله قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أبي بَكْرٍ لِلْقِتالِ، فَعَرَفْتُ أنَّهُ الحَقُّ.»🍃

قَالَ ابنُ بُكَيْرٍ، وعَبْدُ الله عنِ اللَّيْثِ: عِنَاقاً، وهْوَ أصَحُّ.
🌺🍃فائدة سندية :
🌴🌴قَالَ ابْن بكير أَي:
يحيى بن عبد الله بن بكير الْمصْرِيّ،
وَعبد الله هُوَ ابْن صَالح كَاتب اللَّيْث
↩يَعْنِي: حَدثهُ بِهِ يحيى بن بكير وَعبد الله عَن اللَّيْث بالسند الْمَذْكُور بِلَفْظ: ((عنَاقًا، بدل عقَالًا.))
** فالبخاري يرجح رواية يحي بن بكير وعبد الله بن صالح. 

🌺🍃مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله:
« لأقاتلن من فرق بَين الصَّلَاة وَالزَّكَاة » فَإِن من فرق بَينهمَا خرج على الِاقْتِدَاء بسنته صلى الله عليه وسلم

🌺🍃الشاهد من الحديث:
قول أبو بكر: « وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ،»,
ويروى:  🍃« وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ بين مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ .»🍃وفي رواية: «عناقا»

🌺🍃مفردات الحديث:
🌵«والعقال:  هو الحبل الذي يشد به البعير , الشئ اليسير
🌵وفي رواية أخرى «عناقا» والعناق: هي أنثى المعز الصغيرة .
الأصح عناقا....

🌵« عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، إِلَّا بِحَقِّه »
عصمة النفس ؛ بالصلاة،وعصمة المال؛ بالزكاة
« إِلَّا بِحَقِّهِ »: ما حدده الشرع
وهذه العصمة لا تستمر حتى يأتي بحقيقة الاسلام، وحقيقة الإيمان، وفرائض الإسلام الكبرى🌱( الشيخ عبد العزيز الحميدي)ِ

🌵وقوله:« وحسابه على الله » بمعنى:
أن من أظهر لنا الإسلام فإن على المسلمين أن يقبلوا منه الإسلام ظاهرا، فإذا نطق بالشهادتين, وجب قبول ذلك  منه, والكف عنه، وأمره إلى الله تعالى علام الغيوب، وعالم ما في الصدور، ولو أسر الكفر في نفسه، فإنما نحن نأخذ بالظواهر،  والله يتولى السرائر 

🌺🍃شــــرح الحديث :
ظاهر هذا الحديث أن أبا هريرة رضي الله عنه شهد ما كان بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من محاورة وكلام.

↙والعرب بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
🔴انقسموا إلى أربعة أقسام كما قاله الإمام ابن حزم وغيره: 
♦1- قسم ثبتوا على دينهم، واستمروا على إيمانهم وإسلامهم وهم الأكثر 
♦2- وقسم بقوا على إسلامهم وصلاتهم،  لكن امتنعوا عن أداء الزكاة،  وقالوا: إن الزكاة كانت تدفع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله يقول: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } (التوبة 103), والرسول صلى الله عليه وسلم قد مات،  فلا تدفع الزكاة لمن بعده .

♦3- قسم ارتدوا عن الإسلام بالكلية، ورجعوا إلى الكفر، 
🔺كطليحة الأسدي وقومه ,

🔺وسجاح وقومها في اليمن , وأكثر هؤلاء الذين ارتدوا عادوا للإسلام بحمد الله تعالى , فلم تمر عليهم السنة، إلا وقد عاد أكثرهم إلى الإسلام .
♦4- والقسم الرابع: قوم تربصوا، أي: وقفوا فلم يفعلوا شيئا، وانتظروا لمن تكون العاقبة والنهاية والنصر، للصحابة أو لغيرهم  .
🔷عند ذلك أمر الصديق الأكبر رضي الله عنه بتجهيز الجيوش لغزو هذه الطوائف والقبائل من العرب ,
🎐أما من ارتد منها بالكلية فلا إشكال،
🎐وأما من بقي على الإسلام لكنه أبى دفع الزكاة ومنعها وقاتل عليها , فهاهنا استشكل عمر رضي الله عنه قتال هؤلاء، 
💎 لأنهم يقولون: لا إله إلا الله ويقيمون الصلاة، 

↙فقال لأبي بكر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قالوا لا إله إلا الله؟!  والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه:🍃« أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله »🍃
◀أي:عصم نفسه وماله إلا بحقه، يعني:
أنه لا يستحق العقوبة المالية أو العقوبة على النفس كما قال الله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ }(الأنعام:151)

↙فلما قال عمر رضي الله عنه ذلك لأبي بكر رضي الله عنه،  قال أبو بكر: 🍃« والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة»🍃, ويروى:
🍃«لأقاتلن بين من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه , لرسول الله لقاتلتهم على منعه» .🍃
وفي رواية: «عناقا»

💦وحجة أبي بكر أنه لا فرق بين الصلاة والزكاة فكلاهما من أركان الإسلام،  فالشرع جاء بالتسوية بين الصلاة والزكاة , أي أن تارك الزكاة يستوي مع تارك الصلاة،
📌فلماذا تفرق يا عمر بين تارك الزكاة وتارك الصلاة، والحق أنهما سواء،  يعني من ترك الصلاة قاتلناه ,!! ومن ترك الزكاة يجب أن نقاتله أيضا ,!! فلماذا تفرق بينها وهما بمنزلة واحدة ؟!

💦ولا شك أن تارك الزكاة
↩إن كان تركه على وجه الجحد والإنكار، >> فهذا كفر مخرج من الملة .
↩وإن كان منعه لها على وجه المعصية والبُخل،>>فإن هذا من كبائر الذنوب .

💦وكلاهما كان من حال طوائف من العرب،
💧فطائفة منعوها بخلا ومنعا للحق،
💧طائفة منعوها جحودا لفرضيتها بعد وفاة الرسول ,
وفي الحالتين يجب قتال هؤلاء وهؤلاء،حتى يؤدوا الزكاة المفروضة ,
🎐لهذا قال أبو بكر:
🍃«والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله،  لقاتلتهم عليه🍃
🍀

↙وظـــاهر هذا :  
أن أبا بكر وعمر لم يكونا يعلمان بالرواية التي فيها ذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة،  فيما يحصل به عصمة الدم والمال،( وهي رواية صحيحة رواها مسلم)؛؛من حديث أبي هريرة وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:🍃« أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة» 🍃
↙فلو كانت هذه الرواية واضحة لكانت حاسمة للخلاف،

فأبي بكر رضي الله عنه ،لما احتج على عمر بنفي الفارق فقط ، والتسوية بين تارك الصلاة وتارك الزكاة , لأن عمر رضي الله عزه كان يوافق أبي بكر على قتال تارك الصلاة، لكنه أنكر عليه قتاله لتارك الزكاة ,
✳فهذه الرواية الصحيحة تبين أن من شهد الشهادتين قبل منه الإسلام , لكن يؤمر بعد ذلك ببقية الأركان , وطاعة الله تعالى ورسوله بتحريم ما حرم الله ورسوله، والقيام بما أوجب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه من الواجبات .

 🌵قوله:« فو الله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال،  فعرفت أنه الحق»
🌱قال عمر لما احتج عليه أبو بكر بذلك - أي بنفي الفارق بين تارك الصلاة وتارك الزكاة - أنه ظهر له صحة احتجاج أبي بكر بهذه الحجة، لا أن عمر قلده وتابعه دون حجة ! وإنما عمر لما احتج عليه بهذه الحجة وناظره بها أقرّ بها، وأنها حجة صحيحة.

💫🌸💫ملاحظة:
1⃣(...عَصَمَ مِنِّي مالَهُ ونَفْسَهُ...)
تقديم المال على النفس دليل على أهمية المال، فأهميتة ان يحفظه الانسان، كما يحفظ بيت مال المسلمين

2⃣( وَالله لَوْ مَنَعُونِي عِقالاً كانُوا يُؤَدّونَهُ إِلَى رسولِ الله)
↙عقالا: معناه:
🔺منهم من قال: صدقة العام
🔺ومنهم من قال: انه يريد أدنى شئ كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلهم عليه
🔺قال الامام الزهري:
ونسب هذا القول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
🔷(( كان من عادة المتصدق أن يعمد إلى قرن (وهو الحبل) فيقرن به بين بعيرين لئلا تشرد الابل )) وكانوا يؤدونه هكذا
🔄فالعقال ؛ ليس هو حق الزكاة، وإنما هو الذي كانت تربط به الانعام كما كانوا يفعلون مع رسول الله...
فلو منعوني إياه فلا أقبل أن يؤدوا زكاة أنعامهم إلا بالطريقة التي كانوا عليها
💥لذا أتى البخاري برواية(( عقالا))
دلالة على شدة الاتباع في أقل الأشياء

🌺🍃المقصد:
وجب الاعتصام بالكتاب والسنة والاتباع ولو في أدنى الأشياء
فقول أبي بكر:(( وَالله لَوْ مَنَعُونِي عِقالاً كانُوا يُؤَدّونَهُ إِلَى رسولِ الله لقاتَلْتُهُمْ عَلى مَنْعهِ.))💥يعتبر شعار الاعتصام

📣شرح صوتي الحديث (١٦)
للشيخ مشهور آل سليمان

من الاول الى الدقيقة ٤٣:٠٠

 🌺🍃من فوائد الحديث (١٦): 
1⃣وجوب الاعتصام بالكتاب والسنه ولو في أدنى الأشياء
2⃣الأهتمام بإيتاء الزكاة فإنها لا تقل أهمية عن إقامة الصلاة
3⃣جواز الاجتهاد في النوازل في الأمور الحادثة, وأن الاجتهاد في الأمور النازلة والحادثة يتم بالرجوع إلى الكتاب والسنة والفهم لهما .
🌱هذا الذي يجب على من أراد أن يبحث عن حكم شرعي،ويجب أيضا على من أراد أن يناظر ويجادل غيره، أن يحتج بالكتاب والسنة وفهم السلف، في مناظرته وجداله .

4⃣أن الواجب على المناظر إذا ظهر له الدليل، وظهر له الحق من نصوص الكتاب والسنة، يجب عليه الاستجابة وعدم العناد ,فإذا ظهر لك الدليل واتضحت لك الحجة، يجب عليك أن تقر وتوافق، لا أن تكابر وتعاند، لأن هذا خلاف الاعتصام بالكتاب والسنة .
5⃣يتجلى لنا في هذا الحديث أدب المناظرة الرفيع الذي كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف أنهم كانوا يتناظرون بالنصوص الشرعية، لا بالأهواء ومجرد الآراء العارية عن الدليل .   
6⃣أنه يجب اتباع الحاكم أو أمير المؤمنين في اجتهاده فيما لا نص فيه، وأن لا تعصيه ولو كانت تخالفه في اجتهاده , بخلاف ما لو حكم بخلاف نص الكتاب والسنة , فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله, ففي هذه الحالة لا سمع ولا طاعة، 
7⃣أيضا الحديث يدل على أن من أظهر الإسلام قبل منه ذلك، وأجريت عليه أحكامه الظاهرة، وأوكلت سريرته إلى الله تعالى .
8⃣ويدل الحديث أيضا على أن من ترك فريضة من فرائض الإسلام يجب أمره بها، وقتاله عليها إذا أصر على منعها أو تركها, وهذا مما لا خلاف فيه بين علماء الإسلام,
💫وكذا لو استباح محرما من المحرمات, كشرب الخمر أو الزنا أو الربا،  أو الجمع بين الأختين أو الجمع بين المرأة وخالتها وما أشبه,
💫💫فمتى تواطأ قوم واتفقوا على ترك فريضة، أو تواطئوا على فعل حرام،  فإنه يجب قتالهم حتى ينتهوا عن ذلك، بخلاف ترك الواحد لفريضة أو فعله لحرام.

📙الشيخ.محمد الحمود النجدي
http://www.al-forqan.net/researchs/53.html
✏مقتبس من دروس الشيخ مشهور آل سليمان

                                    ــــــــــــــ 💫انتهى💫 ـــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق