الاثنين، 2 نوفمبر 2015

شرح عنوان الباب الثالث


💧كتاب الاعتصام بالكتاب والسنه
💭البــــاب الثــــالـث💭

بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لاَ يَعْنِيهِ
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]


🌺🍃علاقة الباب بكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 
هذ١ فيه ترتيب منسق للإمام البخاري رحمه الله
لما ختم البخاري الباب السابق بالحديث الذي فيه أن كثرة السؤال أمر مذموم..،، فخشي أن يفهم القارئ ان السؤال مذموم على كل حال

↙فأتى مباشرة ليبين أن أصل السؤال مكروه ممنوع، وإنما جائز عن طريق التعلم لا التعنت،، بل هو واجب لإزالة الاشكال لقول النبي صلى الله عليه وسلم:🍃« فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَال...»🍃
🌷قال أبي داود صاحب السنن:
الاسلام يدور حول اربع احاديث:
🌱حديث عمر بن الخطاب:» إنما الاعمال بالنيات...»
🌱وحديث عائشة: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»
🌱وحديث النعمان :« الحلال بين والحرام بين... »
🌱وحديث أبي هريرة :« من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»
💢فالذي لا يعينك ولا يدخل في اهتمامك لا تسأل عنه حتى في الأمور العادية وليس في الشرع فقظ،
💥خطر هذا: انك تشتغل عن الذي في حقك بالذي ليس في حقك،  وسيفتح لك أمور انت في غنى عنها،،، 

🌴قال الامام ابن تيمية :
من سألني متعلما حققت له؛( أي بالتفصيل)،
ومن سألني متعنتا قلبت عليه الامور..(حتى لا يسأل بهذه الطريقه)

📌فإن قيل: قد ورد في القرآن أسئلة كثيرة كقوله سبحانه {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} (البقرة: 220)، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ} (البقرة: 189)، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (البقرة: 219)، {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ} (البقرة: 215)،... وغيرها من الأسئلة التي وردت في القرآن،
فكيف يمكن الجمع بين هذا وبين هذه الآيات؟❓

✏والجواب:
🔸إما أن يكون هذا قبل النهي؛ لأن المائدة من أواخر ما نزل بالمدينة،
🔸وإما أن يكون النهي لا يتناول ما يحتاج إليه المكلف من الأحكام الشرعية الواقعة، أو الحاجات الضرورية اليومية، كمسائل اللباس والطعام والشراب، والذبح، وما يتعلق بحياة المسلم ومعاملته مع زوجه وأبويه، وما أشبه ذلك من المسائل التي تقع.
↙وقد ورد عن الصحابة والتابعين آثار تدل على كراهيتهم لكثرة المسائل التي لم تقع،

↙ثم ذكر في الباب تسعة أحاديث‏:‏
🔹بعضها يتعلق بكثرة المسائل،
🔹وبعضها يتعلق بتكليف ما لا يعني السائل،
🔹وبعضها بسبب نزول الآية‏.‏ ُ

🌺🍃 معنى الباب
(بابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَالِ وَتَكَلُّفِ مَا لَا يَعْنِيهِ)
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]

💧أَي:
↙هَذَا بَاب فِي بَيَان مَا يكره من كَثْرَة السُّؤَال عَن أُمُور مُعينَة، ورد الشَّرْع بِالْإِيمَان بهَا مَعَ ترك كيفيتها،
↙وَالسُّؤَال عَمَّا لَا يكون لَهُ شَاهد فِي عَالم الْحس، كالسؤال عَن قرب السَّاعَة وَعَن الرّوح وَعَن مُدَّة هَذِه الْأمة إِلَى أَمْثَال ذَلِك مِمَّا لَا يعرف إلاَّ بِالنَّقْلِ الصّرْف.
🌵قَوْله: وتكلف مَا لَا يعنيه، أَي: مَا لَا يهمه.
🌵وقَوْله تَعَالَى: { وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]
🌱(أشياء) نزل حكمها مجملا.
🌱(تبد) تظهر وتفصل.
🌱(تسؤكم) يصبكم بسببها هم وكرب لما يصبح فيها من المشقة عليكم

🍂قَوْله: مَا يكره، وَكَأَنَّهُ اسْتدلَّ بِهَذِهِ الْآيَة على الْمُدَّعِي من الْكَرَاهَة،

🌕وَفِي سَبَب نُزُولهَا اخْتِلَاف. 
اقوال كثيرة منها:
⚡وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ:
سَأَلُوهُ عَن أُمُور الْجَاهِلِيَّة الَّتِي عفى الله عَنْهَا، وَلَا وَجه للسؤال عَمَّا عفى الله عَنْهَا.
⚡وَقيل:
أَرَادَ النَّهْي عَن أَشْيَاء سكت عَنْهَا، فكره السُّؤَال عَنْهَا لِئَلَّا يحرم شَيْئا كَانَ مسكوتاً عَنهُ.

⚡يقال: إن هذه الآية {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (المائدة: 101)، أن هذا في العهد النبوي خاصة دون غيره؛ خشية أن ينزل من الآيات ما يشق على المكلفين امتثاله، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بأن يتركوا سؤاله لهذا السبب، أو أن يحرم عليهم شيء من المباحات، كما سيأتي في الحديث الأول في هذا الباب.

🌷🍃المقصد:
🌾فالله سبحانه وتعالى ينهى في أول هذه الأمة عن كثرة السؤال عن أشياء لم تبد لهم، ولم تشرع ولم تبين لهم، ولم يحكم الله وتعالى فيها،
🌾وليس في الآيات ولا الأحاديث المنع من السؤال عن بيان معنى آية، أو بيان معنى حديث، فهذا غير داخل في معنى الآية،
↩وإنما المقصود السؤال عن النوازل التي لم تقع إلى أن تقع؛

فقد روى البزار والحاكم: من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم 🍃: «ما أحلّ الله في كتابه فهو حلالٌ، وما حرّم الله فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته؛ فإن الله لم يكن ينسى شيئا. ثم تلا الآية: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (مريم: 64)،🍃
🌴فما أحله الله لكم في الكتاب فهو حلال،
🌴وما حرمه فهو حرام،
🌴وما سكت الله عنه، فقد سكت عنه رحمة بكم من غير نسيان، فلا تسألوا عنه، وتفتشوا فيه، فإن الله عز وجل لم يكن لينسى شيئا {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (مريم: 64).


                                           ******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق